ما يستفاد من سورة القصص وما هي قصتها كاملة

تحمل السور القرآنية وآياتها كثيرًا من الحكمة والعظة، وعند تناول ما يستفاد من سورة القصص، تتضح لنا العديد من الدروس المهمة في الحياة؛ ومن خلال مقالنا على موقع لحظات نيوز، نتعرف أكثر على سورة القصص وموضوعاتها، إلى جانب أهم الدروس المستفادة منها.
التعريف بسورة القصص
إن سورة القصص تأتي في الترتيب الثامن والعشرين ضمن سائر السور القرآنية، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة النمل، بينما نزلت بعدها سورة الإسراء؛ ويبلغ عدد آيات سورة القصص ثمان وثمانون آية.
تعد سورة القصص من السور المكية التي نزلت أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المؤمنين في مكة، حيث كان ذلك بين فترة الهجرة إلى الحبشة، وحادثة الإسراء والمعراج.
سميت السورة بهذا الاسم لاحتوائها على قصص النبي موسى عليه السلام في أغلب آياتها، وقد تناولت هجرة النبي موسى من مصر إلى مدين في نفس الوقت الذي نوى المسلمون فيه الهجرة، وكان ذلك لمواساتهم وتأكيد النصر لهم بإذنه تعالى.
ما يستفاد من سورة القصص
في ضوء التعرف على هذه السورة، نتناول ما يستفاد من سورة القصص بشيء من التفصيل من خلال النقاط الآتية:
- نستفيد من قصة موسى وفرعون أن الظلم والطغيان لا يدوم، فقد كان فرعون ظالمًا متكبرًا، إلا أن عصيانه وعدم إيمانه لم ينفعه بشيء أمام قدرة الله عز وجل.
- التوكل على الله يصنع المعجزات؛ فعندما أطاعت أم موسى ربها وألقت بابنها في اليم، طمأنها الله وربط على قلبها؛ كما جعل امرأة فرعون تحب موسى وتتخذه ابنًا لها، على الرغم من بطش زوجها.
- طمأنة قلوب المسلمين بتناول قصص النبي موسى عليه السلام في وضع يكاد يشابه وضعهم آنذاك، وبذلك ترتفع معنوياتهم، ويزداد إيمانهم بالله سبحانه وتعالى.
- تناول قصة قارون، والذي كان من قوم موسى؛ كان قارون يملك مالًا وفيرًا وعلمًا كثيرًا، إلا أنه كان متكبرًا ومغترًا بنفسه؛ وكان الناس يغبطونه، إلا أن المؤمنين منهم كانوا زاهدين فيما لديه طمعًا في ثواب الآخرة.
- في نهاية قصة قارون، نجد أن الله قد خسف به الأرض عقابًا على تكبره؛ وهنا لم ينفعه مال ولا علم.
أهم موضوعات سورة القصص
تناولنا فيما سبق أن سبب تسمية سورة القصص بهذا الاسم يعود إلى تناولها قصص النبي موسى عليه السلام، حيث بدأت السورة تحكي أيام نشأة موسى حين كان رضيعًا، وكيف كانت أمه خائفة من بطش فرعون قاتل الأطفال.
يوحي الله إلى الأم أن تلقي بابنها الرضيع في اليم بعد إرضاعه، وقط أطاعت الأم أمر الله خوفًا؛ إلا أن الله قد طمأنها، حيث نقل الطفل إلى امرأة فرعون، وهي سيدة طيبة أحبت موسى كثيرًا، واهتمت به كما لو كان ابنًا لها.
كانت الأم لا تزال قلقة على ابنها، وقد أعاده الله إليها حين رفض موسى الرضاعة من كل النساء عدا أمه، وقد أعادته أخته إلى أمه من أجل إرضاعها له؛ إلا أنه بقي بعد ذلك في قصر فرعون.
رحل موسى مهاجرًا إلى مدين بعد ذلك حين اشتد بطش فرعون وأعوانه به عندما علموا بمقتل أحد رجالهم على يد موسى، وهنا يلتقي موسى بالنبي شعيب عليه السلام، ويزوجه شعيب إحدى بناته.
عاد موسى بزوجته إلى مصر فيما بعد، وكان ذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى، إذ أمر موسى أن يدعو فرعون لعبادة الله وحده لا شريك له، فتكبر فرعون وعصى، على الرغم من إيمان السحرة والكهنة بمعجزات موسى.
لم يكتف فرعون بتكذيب موسى، بل قام وأعوانه بطاردة موسى وقومه؛ إلى أن أوحى الله لموسى أن يشق البحر بعصاه للهرب، وما إن جاء فرعون وأعوانه أغرقهم البحر جميعًا، في حين نجا موسى ومن معه.
عند تناول ما يستفاد من سورة القصص نجد العديد من الدروس والمواعظ المفيدة، منها يتعلم المرء عاقبة التكبر والتجبر، وفيها يرى المرء ثمار الصبر والتوكل على الله عز وجل؛ وقد كانت آيات هذه السورة تواسي للمؤمنين الذين تعرضوا لبطش المشركين وأذاهم، حيث بشرهم الله بها بالفرج والنصر القريب.