مكونات وأجزاء المسرح اليوناني وأشكال الدراما اليونانية في بدايتها

3 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

الحضارة اليونانية القديمة كانت تشتهر بالعديد من المظاهر سواء الفنية أو الاقتصادية أو السياسية، مما جعلها مميزة وأطلق عليها أبو الفنون، وعبر موقع لحظات نيوز سنتعرف على مكونات وأجزاء المسرح اليوناني وأشكال الدراما اليونانية في بدايتها.

مكونات وأجزاء المسرح اليوناني

مكونات وأجزاء المسرح اليوناني وأشكال الدراما اليونانية في بدايتها

كان المسرح اليوناني في بدايته مصنوعًا من الخشب، ويتم تحريكه من مكان إلى آخر ويسمى (theatron)، وكان الحضور متاحاً لكل الرجال، أما حضور النساء في بداية المسرح فنقطة خلاف بين الباحثين.

وبدءًا من القرن الخامس قبل الميلاد كان الحضور مجانًا ولكن انتقل المسرح إلى البناء الحجري الثابت حيث أقيم في كل مدينة مسرحها الخاص بها، وكان المسرح اليوناني يتكون من عدة أجزاء منها الآتي:

1- الأورخسترا Orchestra“

ومعناها “حلبة الرقص” وتعد جزءاً من ديكور المسرح اليوناني، والأورخسترا عبارة عن مكان مستدير كانت الجوقة تستخدمه للقيام برقصاتها، ويوجد في منتصف المكان مذبح يستخدم في أغلب المسرحيات اليونانية، وكان هناك ممران جانبيان يعرفان باسم “بارودوس Parodos” يستخدمان لدخول الممثلين إلى الأورخسترا.

2-“ثياثرون Theatron” أو “الكويلون Koilon”

وهو المكان الذي يجلس فيه المشاهدون، وكان يتكون من عدد من الدرجات تستند عادة إلى سفح تل، وكان في بداية الأمر على شكل حلقة مستديرة حول الأورخسترا، ولكن عندما تطورت الجوقة الديثورامبية وأصبح فيها ممثل، وجد الجمهور نفسه مضطراً لأن يترك جزءاً من الدائرة حتى يتمكن من رؤية هذا الممثل.

ومن وقتها احتفظ الثياثرون بشكله الذي يشبه حدوة الحصان، وهو عبارة عن صفوف من المقاعد الحجرية وكان ينقسم عادة إلى عدة أقسام عمودية بواسطة السلالم “الكليماكيس Klimakes” أي السلم أو الدرج لتصبح هذه الأقسام من المقاعد عبارة عن قطاعات تسمى “كيركيديس Kerkides”.

كما تقسم إلى طبقات أو أدوار بواسطة درجات أفقية تعرف باسم “ديازوماتا Diazomata”، أي الدهليز أو الممر أو الممشى، وكان هناك عرش يجلس عليه كاهن ديونيزوس، رئيس الدراما، وهو مكان الصدارة، وكانت المسارح تقام عند سفح تل في الهواء الطلق حيث كانت أصداء الصوت Acousties موجودة فيه بشكل مثير للدهشة.

3-الأسكيني Skene”

والأسكيني هو ما نسميه اليوم الديكور، وكان الأسكيني في بدايته خيمة من القماش تقع خارج الأورخسترا يستعملها الممثلون لكي لا يراهم المشاهدون، وكان هناك حاجز خشبي يحجب الرؤية عن واجهتها الخارجية ويحتوي على باب أو عدة أبواب.

كانت الأسكيني في أغلب المسرحيات اليونانية القديمة عبارة عن واجهة قصر أو منزل عادي أو معبد “برياكتوس Periaktus”، وهي عبارة عن عناصر جانبية تدور حول نفسها وتتكون من العديد من الأشكال والرسومات المختلفة التي تناسب طبيعة المسرحية المعروضة.

ففي المسرحيات التراجيدية كانت هذه الأشكال عبارة عن أعمدة وواجهات مرتفعة وأدوات زينة تناسب قصراً ملكياً، أما في المسرحيات الكوميدية فكانت تناسب بيوت عادية بشرفات ونوافذ، وأما في المسرحيات الساتيرية: فأحراج وكهوف وجبال،

4-البروسكينيون Proskenion”

وهو المكان الذي يقف عليه الممثل ويتكلم، وقد تأخر ظهوره إلى القرن 4 قبل الميلاد، وكان هذا الموقع يقع أمام الأسكيني، وكانت الإضاءة الرئيسية هي إضاءة الشمس حيث كانت العروض المسرحية تتم في الصباح،

أشكال الدراما اليونانية

كانت الدراما اليونانية متألفة من عدة أشياء، وهي كالتالي:

1-(Prologos)

وهي المقدمة وكانت اختيارية حسب نوع المسرحية، وكانت المقدمة تقال قبل المسرحية على شكل مونولوج يلقيه ممثل واحد أو ديالوج يشترك فيه ممثلان، والهدف من المقدمة كان التمهيد للمسرحية،

2-(Parodos)

ويقصد به المدخل وهي تمثل عملية نقل الجوقة إلى التمثيل الفعلي (الأورخسترا) وهم ينشدون ويغنون ويرقصون،

3-(Episodion)

هو المشهد التمثيلي والذي يختلف في عدده من مسرحية إلى أخرى حسب طولها،

4- (Stasimon)

وهو الفاصل الكورالي الذي يقوم بإنشاده أفراد الجوقة بين المشاهد التمثيلية وهم واقفون في الأورخسترا دون دخول أو خروج، والغاية منه التخفيف من حدة التوتر لدى المشاهد وإتاحة الفرصة للممثلين للاستعداد للمشهد التالي،

5-(Kommos)

هي النحيب الذي يشترك في أدائه الجوقة والممثلون وهي ليست ضرورية في كل تراجيديا.

الحضارة اليونانية القديمة اشتهرت بالتقدم في العديد من الفنون والثقافات المختلفة، وكانت أول من تقدم مظاهر الفن المسرحي، وتنوعت أشكال الدراما في الفن المسرحي اليوناني وكذلك مكونات وأساسيات الفن نفسه.