العناية قبل الأوامر صناعة القيادة الإنسان أولًا بذكاء وحنكة

دخلت مجموعة من المفكرين والمهتمين في مجال القيادة إلى مناقشة جديدة تعكس أهمية العناية بالعنصر البشري في بيئات العمل، تتبدى الملامح الأساسية لفهم هذه القضايا في التجارب الواقعية التي تؤكد أن العناية بالموظف تعد من الأركان الأساسية لتحقيق نجاحات حقيقية، فبدلاً من التركيز على الإشراف والإدارة البحتة، ينبغي أن يكون القادة حريصين على بناء علاقات إنسانية مع فرقهم، مقولة شهيرة لسيمون سينك تلخص الفكرة حين يؤكد أن القيادة ليست مجرد مسؤولية، بل تتطلب الاعتناء بمن تحت المسؤولية.
عدد من الأمثلة الحية تسلط الضوء على الفرق بين القادة الذين يرون موظفيهم كأرقام أو أدوات وبين أولئك الذين يساهمون في تطويرهم إنسانياً، إحدى قصص النجاح تعكس ذلك، حيث قرر مدير في شركة تقنية زيارة موظف غائب بشكل متكرر ليتبين أنه يعاني من اكتئاب بعد فقدان زوجته، المدير لم يكتفِ بتقديم الدعم النفسي، بل عمل على تسهيل إجراء جلسات معالجة نفسية، بما يوضح أهمية العناية بالموظف.
فضلاً عن ذلك، يتحقق نجاح القائد من خلال توفير بيئات عمل صحية وتعزيز مستوى الثقة والانتماء في صفوفه، القيادة الحقيقية تحتاج إلى ترك بصمة إيجابية بدلاً من فرض الأوامر، مما يسهم في خلق مساحات مناسبة للتفاعل والتقدم.
باختصار، القيادة ليست منصباً بل موقف إنساني يعكس الاهتمام بالصحة النفسية والمهنية للموظفين، مما يجعل السؤال ملحاً: هل نحن مع القادة الذين يصنعون الأثر أم مع مجرد المسؤولين.