تأثير التغيرات المناخية على تصميم أنظمة تصريف مياه الأمطار الحديثة

تشهد المدن الكبرى تحديات متزايدة في إدارة مياه الأمطار، في ظل التأثيرات الواضحة للتغيرات المناخية التي تؤدي إلى زيادة شدة وتكرار العواصف المطرية، تشير الدراسات إلى أن هذه التغيرات تؤدي إلى تغييرات هيدرولوجية ملحوظة، مثل زيادة كثافة الأمطار وتغير توقيتها، مما يعقد الأمور أكثر، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على معدلات التبخر، مما يزيد من احتمالية الجفاف المتقطع الذي يتبعه فيضانات مفاجئة.
تؤكد تقارير الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ أن العديد من المناطق ستشهد زيادة في الأحداث المطرية الشديدة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 في المئة بحلول عام 2050، مما يجعل أنظمة الصرف التقليدية، التي تم تصميمها بناءً على بيانات هيدرولوجية قديمة، تواجه ضغوطًا كبيرة، وهذا يتطلب تحديث البنية التحتية، وهي تكلفة قد لا تستطيع الدول ذات الموارد المحدودة تحملها، كما أن تصريف المياه بشكل مباشر إلى الأنهار أو البحار قد يؤدي إلى زيادة التلوث.
الأضرار الناتجة عن الفيضانات قد تطال البنى التحتية مثل الطرق والجسور، حيث تزداد احتمالية تآكلها مع تكرار الفيضانات، وقد تتعرض حركة المرور إلى تعطل بسبب هذه الأحداث، مما يزيد من الأذى الاقتصادي، لمواجهة هذه التحديات، ظهرت أساليب حديثة تركز على إدارة مياه الأمطار بشكل مستدام، تعتمد على أنظمة الصرف المستدام واستخدام برامج لمحاكاة التدفقات وتحليل التضاريس.
كذلك، تعتبر زيادة المساحات الخضراء والرصف المنفذ من الحلول الفعالة في تقليل الضغط على أنظمة الصرف، تجربة مدينة كوبنهاغن، التي تأثرت بشكل كبير بالأمطار الغزيرة عام 2011، تعكس إمكانية استخدام مزيج من الحلول التقليدية والمستدامة لتقليل مخاطر الفيضانات.
يتطلب تحسين أنظمة تصريف مياه الأمطار التعاون بين الحكومات والمهندسين والمجتمع لتحقيق بنية تحتية مرنة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.