دراسة الذكاء الاصطناعي ينمط اساليب الكتابة ويهدد التنوع الثقافي

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كورنيل عن تأثير غير مقصود لأدوات الكتابة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، حيث تشير النتائج إلى أن هذه الأدوات قد تؤدي إلى توحيد أنماط الكتابة بشكل عالمي، مما يهدد التنوع الثقافي خاصة لدى المستخدمين من الثقافات غير الغربية، تشير الدراسة إلى أن استخدام هذه الأدوات دفع كثيرًا من المستخدمين داخل ثقافات مختلفة، مثل الهند، إلى تبني أسلوب قرب إلى النموذج الأمريكي.
أجريت الدراسة من خلال مقارنة بين مستخدمين من الهند والولايات المتحدة، وأظهرت النتائج أن الاقتراحات المقدمة من أدوات الذكاء الاصطناعي تركز غالبا على مواضيع وأساليب كتابة غربياً، مما ساهم في تهميش التعبيرات الثقافية الهندية الأصيلة، وفيما يتعلق بالنتائج، أفاد الباحثون بأن 85 في المئة من سكان العالم في الدول النامية يستخدمون هذه الأدوات بشكل واسع.
استندت الدراسة إلى تقييم تأثير هذه الأدوات حيث شارك فيها 118 شخصاً من الهند والولايات المتحدة، طُلب من المشاركين الكتابة حول مواضيع ثقافية متنوعة، وتم استخدام تقنيات تتبع ضغطات المفاتيح لتقييم مدى قبولهم للاقتراحات، أبرزت النتائج أن المستخدمين الهنود كانوا أكثر ميلاً لقبول الاقتراحات، لكنهم قاموا بتعديلها لتناسب ثقافاتهم، مما قلل من الفائدة المنتظرة.
في سياق ذلك، وصف أحد الباحثين هذه الظاهرة بأنها “استعمار رقمي”، حيث أدى طمس الثقافة الهندية إلى تقديم الثقافة الغربية على أنها الأكثر تفوقًا، دعا الباحثون مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الاهتمام بالحساسية الثقافية في التصميم، بدلاً من التركيز على الجوانب اللغوية فقط، وذلك لضمان الحفاظ على تنوع الكتابة في السوق العالمية.