رحلة الطموح الفضائي الأوروبي عبر خمسة عقود: أين نحن الآن؟

رغم مرور حوالي خمسين عاما على تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية، لا تزال أوروبا تواجه تحديات كبيرة في تحقيق طموحاتها الفضائية، وكالة الفضاء الأوروبية تأسست في 30 مايو عام 1975 ومنذ ذلك الحين يعمل القائمون عليها على تعزيز القدرات في مجال السفر إلى الفضاء، ومع ذلك، فإن القارة ما زالت بعيدة عن الحصول على مكانة ريادية في هذا المجال، لا سيما في ظل غياب شريك موثوق فيه ونقص القدرة على الوصول المستقل إلى الفضاء، خصوصا بالنسبة للرحلات المأهولة.
تحاول الولايات المتحدة حاليا إعادة إرسال بشر إلى القمر بحلول عام 2027، بينما تستعد الصين للهروب إلى القمر بحلول عام 2030، أوروبا، من جهتها، تأمل بإرسال إنسان إلى القمر بحلول نفس العام، ولكن هذا الطموح مقيد بضرورة الاعتماد على مشروع “أرتميس” الأمريكي، الوضع الحالي يجعل من الضروري أن تعيد أوروبا تقييم استراتيجياتها وتوجهاتها الفضائية.
تفتقر أوروبا حتى الآن إلى القدرة على إرسال رواد فضاء بشكل مستقل، حيث تتطلب الرحلات الحالية تعاوناً وثيقاً مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وفي ظل الضغوط الجديدة والمخاوف المتعلقة بالتغيرات السياسية، أبدى العديد من المسؤولين في أوروبا أهمية تطوير شراكات جديدة وتعزيز الاستقلالية في هذا المجال.
وبحسب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الأوروبية، يوزيف أشباخر، ترى الوكالة الحاجة إلى التكيف وإيجاد أولويات جديدة تعزز قوتها واستقلاليتها، وقد بدأ التعاون مع وكالات فضاء أخرى، مثل وكالة الفضاء اليابانية “جاكسا”، في إطار سعي أوروبا لإعادة تشكيل وضعها في الفضاء.
تصاعد التطورات في مجال الفضاء التجاري، بما في ذلك دور شركة “سبيس إكس” في هذا المجال، يبرز ضرورة أن تستجيب أوروبا سريعاً للتغيرات، وكما ذكر الخبير لودفيش مولر، يظل التحدي الأكبر هو استخدام الفضاء كوسيلة لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلام العالمي،
من المتوقع أن تتمتع وكالة الفضاء الأوروبية بمزيد من الاستقلالية وتعزيز مبتكرات جديدة في السنوات القادمة، خاصة في عصر تزايد الاعتماد على القطاع الخاص.