علاقة الفقر والتوتر في الطفولة بأمراض الأمعاء وتأثيرها على الصحة العامة

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من أيرلندا وأمستردام عن صلة قوية بين الفقر والتوتر في مرحلة الطفولة والصحة العامة للإنسان، وأبرزت النتائج أن تأثير هذه العوامل لا يقتصر على الصحة النفسية بل يمتد إلى التأثير على صحة الأمعاء والجهاز الهضمي،
يؤكد الباحثون أن التوتر الناتج عن الظروف الصعبة أو سوء المعاملة يؤدي إلى استجابة فسيولوجية تعرف بأنها “القتال أو الهروب”، هذه الاستجابة تؤثر سلباً على جهاز المناعة وتساعد على نمو الميكروبات الضارة في الأمعاء، مما يتسبب في مشكلات صحية عديدة.
أثبتت الدراسة أن هذه الميكروبات تتدخل في عملية الهضم وتؤثر على المزاج، مما يؤدي إلى انحراف خيارات الطعام نحو أطعمة غير صحية، هذه العوامل لم تؤثر فقط على صحة الأمعاء بل تجاوزت ذلك لتصل إلى الدماغ، حيث تسرع الشيخوخة وتزيد من مخاطر الأمراض التنكسية العصبية.
يعاني الأطفال بشكل خاص من هذه التأثيرات لأن نظامهم المناعي لا يزال في مراحل التطور، مما يزيد من احتمالات ظهور مشكلات مزمنة في الاتصال بين الأمعاء والدماغ.
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى بعض الحلول التي يمكن أن تحد من الآثار السلبية للتوتر المبكر، فمن خلال تغيير النظام الغذائي واستخدام بعض المكملات الغذائية، يمكن تحسين الصحة العامة،
أحماض أوميغا-3 الدهنية، على سبيل المثال، تلعب دوراً مهماً في تقليل الالتهاب وتحسين حالات القلق والاكتئاب، كما أن مركبات البوليفينول، المتوفرة في الفواكه والخضروات، قد تساهم في تخفيف الاكتئاب والضعف المعرفي،
تظهر أيضًا بعض السلالات البكتيرية النافعة فائدة ملحوظة في تحسين الصحة النفسية، خصوصاً لدى الأمهات الجدد، مما يساهم في تجربة رضاعة أفضل، تشير النتائج إلى أن البروبيوتيك والبريبايوتيك، التي توجد في بعض الأطعمة، تساهم أيضًا في تعزيز الصحة النفسية خلال أوقات الضغط.