هيئة الطرق تكشف عن مسار السيل الكبير للحج بين نجد ومكة المكرمة

يعتبر طريق السيل الكبير، الذي كان يعرف قديمًا بقرن المنازل، من أهم المسارات البرية التي تؤدي إلى مكة المكرمة، على مر العصور، شكل هذا الطريق معبرًا حيويًا للحجاج القادمين من نجد وشرق الجزيرة العربية، يرتبط الطريق بميقات قرن المنازل، الذي يندرج ضمن خمسة مواقيت شرعية تم تحديدها في الإسلام.
يمتد الطريق من الطائف، مرورًا بقمة الهدا والشفا، وينحدر عبر الأودية وصولًا إلى بلدة السيل الكبير، التي تقع شمال شرق مكة على ارتفاع يصل إلى 1200 متر فوق سطح البحر، يتميز الطريق بتضاريسه المتنوعة، حيث يجمع بين المرتفعات الجبلية والمسطحات المنبسطة، مما يعزز موقعه كمسار مفضل للحجاج.
هنا يمر الطريق بوادي قرن وينتشر على مسافة تصل إلى 45 كيلومترًا، ويتبع مسارات مائية وفيرة عند هطول الأمطار، مما يجعله منطقة زراعية مهمة ذات تاريخ متنوع، وقد وثق الجغرافيون هذا المسار كأحد المحطات الرئيسية للحج.
الحجاج غالبًا ما يختارون المسار السهل عبر السيل الكبير، وهو الخيار الأكثر راحة مقارنة بعقبة كرا، في العصر الحديث، تم تحسين الطريق بشكل ملحوظ تحت إشراف الهيئة العامة للطرق لتعزيز السلامة والبنية التحتية لراحة الحجاج.
مرافق الطريق
يعتبر مسجد ميقات السيل الكبير من أبرز معالم هذا الطريق، حيث تم تصميمه ليستوعب آلاف المصلين ويحتوي على مرافق متعددة تشمل أماكن للوضوء ومواقف للحافلات، يوفر المسجد بيئة ملائمة وترحيبية لضيوف الرحمن، مما يجعله مركزًا خدميًا حيويًا.
طابع تاريخي وروحي
يمثل طريق السيل الكبير مزيجًا فريدًا من التراث النبوي والتاريخ الإسلامي، حيث تطور من مسارات رملية إلى طرق معبدة دون فقدان طابعه الروحي، يعد هذا الطريق اليوم من أبرز المنافذ المؤدية إلى مناسك الحج والعمرة في البلاد.