شروط التوبة من الزنا هل تجوز التوبة عن الزنا وما حكم تكفرها؟

3 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

شروط التوبة من الزنا هل تجوز التوبة عن الزنا وما حكم تكفرها؟

إن الزنا من الكبائر في الإسلام، وهناك شروط التوبة من الزنا التي يجب على من ارتكب هذا الفعل أن يعرفها ويلتزم بها، لعل الله يغفر له ذنبه العظيم هذا؛ ومن خلال مقالنا على موقع لحظات نيوز نتعرف على حكم الزنا، كما سنعرف شروط التوبة منه،

ما حكم الزنا وكفارته؟

قبل تناول شروط التوبة من الزنا، ينبغي أن نعرف أولًا حكم ارتكاب هذا الفعل؛ إذ أن الزنا من الكبائر التي لا توجب الكفارة مثل الأفعال الغير مستحبة، إلا أن حكم الزنا في الدنيا قد أجمع عليه العلماء كما يلي:

حد المحصن (المتزوج): يكون عقابه الرجم حتى الموت.
حد غير المحصن (البكر): يتم جلده مائة جلدة لقوله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ).

شاهد ايضاً: ما هي شروط التوبة النصوح

رأي العلماء في تغريب الزاني

قال بعض العلماء بوجوب تغريب الزاني لمدة عام، والتغريب هو نفي الشخص من البلاد دون التعريف بمكان إقامته؛ وقد جاء الاختلاف بين العلماء في هذه المسألة كالتالي:

الشافعية والحنابلة: يرون تغريب البكر الذكر مع جلده مائة جلدة، ويرون تغريب الأنثى مع وجود محرم.
المالكية: يرون وجوب تغريب البكر الذكر، بينما لا يرون وجوب تغريب البكر الأنثى.
الحنفية: قالوا بعدم التغريب للذكر أو الأنثى، إلا أنهم أجازوا التغريب في حال رأى القاضي مصلحة في حدوثه.

شاهد ايضاً: ما هي شروط قبول العبادة النفي والاثبات

شروط التوبة من الزنا

إن الله يقبل توبة عباده المذنبين لقوله: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، وهناك بعض الشروط الآتية التي يجب أن يقوم بها الزاني ليقبل الله توبته:

الإقلاع عن الذنب: من خلال التوبة إلى الله توبة نصوحة، حيث يقوم الزاني بقطع أي علاقات محرمة، ويعمل على الإكثار من العبادات والأعمال الصالحة لمحو سيئاته.
الإصرار على التوبة: على المرء ألا يرجع إلى المعصية مهما بدت جذابة له، طالما قام بالتوبة والعدول عنها؛ حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ).
الندم على الزنا: على المرء أن يكون حزينًا لارتكابه مثل هذه المعصية، وأن يظهر ذلك بالتذلل إلى الله عز وجل، وتكرار توبته في حال سولت إليه نفسه العودة لمثل هذه الأمور.

شاهد ايضاً: يعد احد شروط وجوب الزكاه أكمل

شروط التوبة الصحيحة

إن التوبة أحد شروط عفو الله عن عباده المرتكبين لشتى الذنوب والآثام العظيمة، إلا أن عدم صحة التوبة قد لا تجعلها مقبولة عند الله؛ ومن شروط صحة توبة العبد:

الندم على الذنوب ندمًا حقيقيًا يجعله يكثر من التقرب إلى الله للعفو عنه.
الإصرار على عدم العودة إلى الذنوب، بحيث يتجنبها قدر المستطاع.
إرجاع الحق لأصحابه إن كان في الذنب ضرر لشخص ما، مع طلب المسامحة منهم إن أمكن.
أن تكون التوبة عندما يكون المرء على قيد الحياة، وقبل طلوع روحه لقوله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ).

تعرفنا في مقالنا هذا على شروط التوبة من الزنا؛ لعل الله يغفر ما بدر من ذنوب للزناة إذا ندموا على الإثم ندمًا صادقًا، وعزموا على عدم العودة إليه مهما كان الأمر؛ كما أشرنا إلى حكم الزنا للمحصن وغير المحصن، بالإضافة إلى حكم التغريب الذي اختلف فيه العلماء.