ما هو حكم العنف ضد المرأة في الإسلام وكيف عالج الإسلام هذه الأزمة؟!

ما هو حكم العنف ضد المرأة في الإسلام؟ وكيف عالج الإسلام هذه الأزمة؟ إن العنف ضد المرأة من الآفات الاجتماعية المنتشرة على نطاق واسع في المجتمعات العربية والإسلامية، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على حكم العنف ضد المرأة في الإسلام، وكيف عالج الإسلام هذه الظاهرة.
ما هو حكم العنف ضد المرأة في الإسلام
إن ممارسة العنف ضد المرأة لا يمت للإسلام بصلة فالإسلام دين رحمة وعدل وهو يدعو إلى مكارم الأخلاق، ولقد حرم الإسلام كافة ممارسات العنف ضد المرأة، ويوجد العديد من الأدلة في كتاب الله سبحانه وتعالى، حيث قال الله تعالى:
- “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” [سورة النساء: 19].
أمر الله سبحانه وتعالى الرجال أن يعاشرون النساء بالمعروف، وأن يكف عنها الأذى ويعاملها بالحسنى،
- “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ” [سورة النساء: 19].
كان في الجاهلية إذا مات زوج المرأة كان قريبة او أبنه أولى بها من الغريب إذا أراد تزوجها، وإذا أراد عضلها ومنعها من غيره ولا يتزوجها حتى تموت، فحرم الله سبحانه وتعالى هذا الفعل على عباده،
- “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” [سورة الروم: 21].
لا يوجد ما بين أحد من الناس ما يوجد ما بين الزوج وزجته من المودة والرحمة، فالله سبحانه وتعالى جعل الزوج يحصل بزوجته على اللذة والاستمتاع واللذة والمنفعة، وبوجودها ينعم الرجل بالذرية الصالحة والسكينة.
اقرأ أيضًا: أسباب العنف ضد المرأة في المجتمع العربي وحلول هذه الظاهرة
ما حكم ضرب المرأة في الإسلام
بعد أن تعرفنا على ما هو حكم العنف ضد المرأة في الإسلام يجدر بنا التأكيد على أن الإسلام لم يشرع للرجل ممارسة أي عنف ضد المرأة في حقوقها الشرعية التي لا بد من الإلتزام بها خلال عقد الزواج، أو حتى في حال الطلاق الذي أمر الله سبحانه وتعالى أن يكون بالمعروف.
لكن بالرغم من ذلك لقد شرع الله الوعظ والتذكير عند النشوز والعصيان، وفي حال لم يفلح ذلك فلقد شرع الله الهجر في المضاجع، وإن لم يفلح ذلك فقد شرع الله سبحانه وتعالى للزوج أن يقوّم زوجته باستخدام الضرب الخفيف غير المبرح لعدة أغراض وأسباب محددة تتمثل في:
- تأديب الزوجة.
- صيانة الأسرة من التفكك.
- رعاية حق الأولاد.
- الخوف من الفتنة.
- الفرار من قطيعة الرحم.
- الأضرار والآثار الوخيمة للطلاق.
لقد أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على أنه ضرب غير مبرح أي أنه غير شديد ولا يترك جرح او حتى أثر على جسدها، بل هو مجرد ضرب خفيف بغرض التأديب.
من الجدير بالذكر أنه بالرغم من أن الله أباح الضرب الخفيف للأسباب التي ذكرناها إلا أنه ليس من الأخلاق الفاضلة ولا هو من العمل المحبوب، لما يخشى أن يجر ذلك الفعل إلى تعدي زائد عما رخصه الشرع.
اقرأ أيضًا: تعريف العنف ضد المرأة وأسبابه وعواقبه
الدليل من الحديث والسنة
الدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة روي عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا تضرِبوا إماءَ اللَّه فجاءَ عمَرُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ ذَئرنَ النِّساءُ على أزواجِهِنَّ فرخَّصَ في ضربِهِنَّ فأطافَ بآلِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم” [صحيح أبي دواود].
اقرأ أيضًا: أشكال العنف ضد المرأة ودرجاته وطريقة القضاء عليه
كيف عالج الإسلام ظاهرة العنف ضد المرأة
بعد أن تعرفنا على ما هو حكم العنف ضد المرأة في الإسلام يجدر بنا توجيه الأنظار إلى دور الإسلام في معالجة ظاهرة العنف ضد الإسلام كما يلي:
- أمر الإسلام بكف الأذى عن المرأة، واحتماله عنها.
- الحلم والهدوء عند غضبها.
- أمر الله سبحانه وتعالى بحسن المعاشرة، ولطف المعاملة.
- حرم الله سبحانه وتعالى وأد البنات.
- احترام الحقوق المادية للمرأة.
- احترام الحقوق النفسية للمرأة.
- الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه كقدوة حسنة في معاملته لزوجاته.
- كرم الإسلام المرأة ومنحها كافة حقوقها.
إن الدين الإسلامي دين أمن وسلام ورحمة ومودة ولا يرضى بالظلم، وكل مظاهر العنف بصفة عامة والعنف ضد المرأة بصفة خاصة يخالف تعاليم الدين الإسلامي وفيه حرمانية التعدي على المرأة فذلك له حساب عسير عند الله سبحانه وتعالى فهو كبيرة من الكبائر ولا تغتفر.