كيف كان شكل رمضان قبل الإسلام؟

شهر واحد منذ

كريم احمد الحسيني

يعد رمضان ضمن الشهور العربية، والذي يصوم فيه المسلمون؛ وقد يود البعض معرفة كيف كان شكل رمضان قبل الإسلام، وماذا كان يفعل العرب وقتها؛ وفي موقع لحظات نيوز نتعرف على شهر رمضان قبل وأثناء الإسلام، كما نتطرق إلى عبادة الصوم لدى الأمم السابقة، وعند البهائية.

عبادة الصوم لدى الأمم السابقة

كيف كان شكل رمضان قبل الإسلام

قبل معرفة كيف كان شكل رمضان قبل الإسلام، فإن الصوم بشكل عام كان من العبادات القديمة؛ حيث كان آدم عليه السلام أول من صام في تاريخ البشرية، وكان يصوم الأيام البيض الواقعة في منتصف الشهر.

وبعد ذلك، صام النبي نوح عند الخروج من الفلك مع المؤمنين الصالحين؛ وقد صام موسى عليه السلام أربعين يومًا، وكان اليهود يكثرون من الصيام وقت البلاء من باب التوبة على ما اقترفوه من ذنوب.

وقد استمر صيام الأربعين يومًا لدى المسيحيين كذلك، والذي يعرف لديهم بالصيام الكبير؛ وفي هذا الصيام يمتنع المسيحيون عن تناول اللحوم والألبان، ويقال إنه يستمر إلى بضع أسابيع قبل مجيء عيد القيامة،

كيف كان شكل رمضان قبل الإسلام

كيف كان شكل رمضان قبل الإسلام؟ سؤال قد يهتم البعض لمعرفة إجابته من باب الاطلاع على معلومة تاريخية مفيدة؛ وقد كان رمضان قبل الإسلام كذلك من الشهور الحرم المقدسة عند العرب.

في الشهور الحرم، كان العرب يوقفون القتال والترحال؛ وقيل إن جد النبي عبد المطلب كان ممن يعظم هذا الشهر، حيث كان يقيم فيه العبادات بالاعتكاف في غار حراء، كما كان يتصدق فيه على الفقراء؛ ومن الجدير بالذكر أنه كان حنيفيًا موحدًا، ولم يكن مشركًا.

وحسب بعض المصادر التاريخية، فقد كان العرب الصابئة الساكنين في حران كذلك يعظمون هذا الشهر؛ إذ كان الصابئة يصومونه فور ظهور الهلال، ويفطرون عند ظهور هلال الشهر الجديد، وهو ما يكاد يطابق الصوم الإسلامي،

مراحل فرض الصيام في الإسلام

إن صوم رمضان أحد الأركان الخمسة المهمة في الدين الإسلامي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان).

وقد فرض صوم رمضان على المسلمين أثناء السنة الثانية للهجرة، وقد جاء ذلك بعد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة الشريفة؛ وتتابعت مراحل فرض صوم رمضان كالتالي:

كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل فرض صوم رمضان يصوم الأيام البيض ويوم عاشوراء، وفي ذلك اقتداء بكل من آدم وموسى عليهما السلام؛ وحين نزل الأمر بصوم رمضان، صار صيام هذه الأيام من السنن المستحبة.
بدأ فرض صوم رمضان بترك الخيار للمسلمين بين صوم أيام معدودات، أو أداء الفدية؛ حيث قال تعالى: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
بعد ذلك، أصبح فرض الصوم يشمل الشهر كاملًا، مع وجوب قضاء أيامه عند الإفطار فيها، لقوله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

الصيام في البهائية

جاءت البهائية بعد ذلك، وهي إحدى الديانات التوحيدية التي قيل بانشقاقها عن الإسلام؛ والتي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر في إيران على يد حسين علي النوري الملقب باسم “بهاء الله”.

ويعد الصوم في البهائية مختلفًا تمام الاختلاف عن صوم رمضان في الإسلام، إذ أن السنة في البهائية تنقسم إلى 19 شهرًا، ويتضمن كل شهر حوالي 19 يومًا؛ ويكون صوم البهائية في “شهر العلاء” الذي يبدأ في يوم 2 مارس.

يكون الصيام 19 يومًا تنتهي بالاحتفال بعيد النيروز، وهو رأس السنة البهائية ويذكر أن قبل شهر الصيام لديهم توجد خمس أيام تعرف باسم “أيام الهاء” وفيها تقام الولائم، ويتم إخراج الصدقات.

هنا نكون قد عرفنا كيف كان شكل رمضان قبل الإسلام، حيث تعرفنا أولًا على عبادة الصوم لدى الأمم السابقة، كما تناولنا كيف كان العرب يقدسون رمضان قبل الإسلام، وقد أشرنا كذلك إلى مراحل فرض صوم رمضان في الإسلام، انتهاءً بتناول الصيام في البهائية، والذي يختلف عن الإسلام كثيرًا.