الفرق بين الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة بالتفصيل

3 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

تميز الأدب بعدة مدارس واتجاهات فكرية، وكان الفرق بين الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة من أهم ما يتم مناقشته عند التطرق إلى المذهب الواقعي في الأدب بشكل عام؛ وفي موقع لحظات نيوز نتناول تعريف كل من الواقعية الكلاسيكية والجديدة، إلى جانب خصائص كل منهما.

مفهوم الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة

الفرق بين الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة بالتفصيل

من أجل التعرف على الفرق بين الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة، سوف نتناول مفهوم كل منهما من خلال السطور التالية:

الواقعية الكلاسيكية

كانت نشأة هذه المدرسة في أوروبا، وكانت تهدف وقتها إلى معاداة الكنيسة ورجالها المتحكمين في كل جوانب الحياة السياسية، والثقافية، والعلمية؛ وقد ترك الأدباء علوم الكنيسة، واتجهوا إلى الأدب والفنون اليونانية عوضًا عن ذلك.

كانت الواقعية الكلاسيكية قد تأثرت بكل من الأدب الأوروبي القديم، وأفكار الفلاسفة، مثل أرسطو وديكارت؛ فضلًا عن اقتباسه من تقاليد الآداب اليونانية والرومانية بشكل عام،

الواقعية الجديدة

عملت هذه المدرسة على تصوير الواقع ومختلف مشاكله في قالب الأعمال الأدبية والفنية، وتعود بدايات هذه المدرسة إلى الفلسفة قبل الأدب؛ حيث كانت بمثابة المثالية التي تهدف إلى رد كل الأشياء إلى الذات.

بدأت الواقعية الجديدة في الطور تدريجيًا خلال القرن التاسع عشر؛ وبذلك، بدأت هذه المدرسة تنفصل بمبادئها عن سائر المدارس الأدبية الموجودة آنذاك، مثل المدرسة الكلاسيكية، والمدرسة الرومانسية،

خصائص الواقعية الكلاسيكية

تميزت الواقعية الكلاسيكية بالخصائص التالية:

  • عمل أدباء هذه المدرسة على تقليد القدماء في كل شيء، حيث كانوا يرون أن مؤلفاتهم هي الأكثر بساطة والأقرب للواقع دونًا عن سواها.
  • مالت هذه المدرسة إلى العقلانية من خلال تناول كل ما هو شامل وبسيط في الطبيعة الإنسانية، وقد ابتعدت عن الصور والتعبيرات الخيالية.
  • لا تخرج الواقعية الكلاسيكية عن قواعدها أبدًا، بل يسير الكتاب في إطارها من خلال العمل على فن يصل إلى درجة الكمال إلى حد البساطة.
  • عملت الكلاسيكية على الجمع بين كل من الإنسانيات والأخلاقيات في أعمالها، وذلك من خلال تناول مشاعر الإنسان، واستخدامها في الحث على فعل الخير.

خصائص الواقعية الجديدة

على الجانب الآخر، جاءت خصائص الواقعية الجديدة كما يلي:

  • كانت الواقعية الجديدة تهدف إلى تصوير الأشياء والأحداث، إلى جانب تحليلها.
  • عملت على وصف حقائق الأشياء ومشاعر الإنسان من خلال تحويلها إلى فن في إطار واقعي.
  • قامت الواقعية الجديدة بتصوير الواقع كما هو بهدف كشف أمراض المجتمعات، وما وراءها من ظواهر أدت إليها.
  • تعتمد الواقعية الجديدة على تنحية العواطف الشخصية، على عكس المدرسة الرومانسية.
  • تهدف إلى جعل الأدب نسخة طبق الأصل من الواقع، وهو ما جعل النقاد يرون في هدفها إقصاءً لخصائص الأدب وغاياته الأساسية.

اتجاهات الواقعية الأدبية

إلى جانب ما تناولناه حول الفرق بين الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة وأهم الخصائص لكل منهما، فقد تعددت اتجاهات الواقعية الأدبية بشكل عام لتشمل الثلاث اتجاهات التالية:

  • الواقعية النقدية: عملت على نقد المجتمع وعرض مشاكله، وفيها نزعة تشاؤمية تهدف إلى إظهار الشر في الحياة والبشر بشكل عام.
  • الواقعية الطبيعية: ترى أن الإنسان كائن غرائزي مثل الحيوانات تمامًا، حيث يلهث المرء خلف مشاعره واحتياجاته العضوية.
  • الواقعية الاشتراكية: تقوم على النظرية المادية الشيوعية التي تتناول الأدب في إطار اقتصادي، وترى في الأدب خدمة للمجتمع من خلال الاهتمام بشتى طبقاته.

من خلال هذه السطور نكون قد تناولنا الفرق بين الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة بشيء من التفصيل من خلال طرح الخصائص التي تميز كل مدرسة أدبية فيهما على حدة، كما تعرفنا كذلك على اتجاهات الواقعية الأدبية، والتي يتناول كل اتجاه منها الأدب بشكل يختلف عن غيره.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى