ما الذي يعنيه أن تكون مشجعًا لسان جرمان في مرسيليا؟

في عالم كرة القدم، تحمل مشاعر الانتماء معاني عميقة، وتصبح أكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بنادٍ مثل باريس سان جرمان، خاصة إذا كنت تعيش في مدينة مثل مرسيليا، فهنا، تُعتبر الخصومة بين الفريقين قاسية، بل تصل أحيانًا إلى الكراهية.
يعبر مشجعو مرسيليا بفخر عن إنجازات فريقهم، مستذكرين لقائه التاريخي الذي شهد تتويجهم بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1993 على حساب عملاق ميلان الإيطالي، ومع تطلعات سان جرمان للانضمام إلى هذا النادي المحظوظ خلال نهائي دوري الأبطال المقبل، تُطرح التساؤلات حول كيفية العيش بسلام في ظل هذا التنافس الشرس.
لزوم مشجع باريس في مرسيليا ينطوي على تحديات كبيرة؛ إذ يتعين عليهم توخي الحذر في التعبير عن دعمهم، حيث ينظر إليهم كمفسدين لكرة القدم الفرنسية بفضل الأموال التي ضخت في النادي، بعض أنصار سان جرمان، رغم كل المضايقات، يصرون على الاحتفاظ بشغفهم، معبرين عن ذلك بطرق غير مباشرة.
يروي أكسيل، البالغ من العمر 29 عامًا، كيف يشعر مشجعو مرسيليا بالفرح من كرههم لباريس، حيث يصبح هذا الكره نقطة التقاء للعديد من الجماهير، ومن الجانب الآخر، يستحضر أوليفييه ذكرياته عن ملصقات سان جرمان التي ظهرت في أماكن غير مناسبة، مؤكدًا أن الحياة هنا مليئة بالمزاح، ولكن هناك حدود واضحة لن يدعو تجاوزها.
تتجلى معاناة دعم سان جرمان أكثر في حادثة زميلهم يزيد سعيود، الذي تعرض لموقف جاد عندما وُجدت صناديق تحمل شعارات ناديه مصحوبة بتهديدات، فقد حذر من أن هناك دائمًا شيء من التوتر بين الفكاهة والجدية.
التوتر يتجاوز مجرد المزاح، فارتداء قميص سان جرمان في الشارع يعني التعرض للمخاطر كما وصف جيريمي، الذي يتمنى فقط حياة طبيعية بعيدا عن التحريضات، ورغم ذلك، تجد الرغبة في أخذ استراحة من هذا الجو السلبي، حتى في الأحداث الكبرى مثل نهائيات دوري الأبطال.
لكن السؤال يبقى: هل من الآمن دعم سان جرمان في مرسيليا؟ الهوس بالمخاطر يكمن في تفاصيل الحياة اليومية، حيث يسافر المشجعون إلى باريس لمشاهدة المباريات، ويتجنبون الاحتفال علانية لتفادي ردود الفعل السلبية.
ومع توتر الأجواء حول دعم النجوم السابقين لباريس، يبقى القلب العاشق لكرة القدم يتأرجح بين الخوف من مواجهة الكراهية والحماس لدعم الفريق، وفي مرسيليا، يصبح دعم النادي الباريسي الأقصى تعبيرًا عن الشغف، لكنه يحمل في طياته تحديات تكشف عن عمق الانقسام بين عشاق اللعبة.