تحت عنوان “إجازة واحدة لا تكفي” الكاتب “عبدالعزيز أبا العصاري” يعلق على ظاهرة غياب الطلاب في رمضان

3 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

علق الكاتب عبدالعزيز أيا العصاري على ظاهرة غياب الطلاب في شهر رمضان، حيث نشر مقال بعنوان إجازة واحدة لا تكفي.

وقال: “لو تتبعنا نشوء هذه الظاهرة على مدى عشرات السنين الماضية لوجدنا انها بدأت بمفهوم «الأسبوع الميت»، الذي يسبق الاختبارات مباشرة، والذي ترسخ في أذهان الطلاب ومارسوه عمليًا بشكل عفوي لسببين: الأول حاجتهم إلى الاستعداد المبكر للاختبارات، والثاني انشغال المدرسة عنهم بإعداد اللجان، وإعادة تنظيم الفصول وترتيبها، فالتقت المصلحتان وتوافق الطرفان ضمنيًا على ذلك”.

ثم تابع: ” وزارة المعارف آنذاك من جهتها أنكرت ذلك الغياب، وشددت من خلال التعاميم تلو التعاميم على ضرورة الالتزام بالحضور، ولكن دون جدوى، فلا هي غضت الطرف وحافظت على هيبة كلمتها -رغم علمها بمثالية الطلب- ولا هي عالجت القضية بشكل صحيح ليستمر الأسبوع في موته حتى وقتنا الحاضر”.

وأضاف: “العجيب أن الأسبوع الميت، أصبح قادرًا على التوالد والتناسخ مع مرور الأيام!، فتشجع الطلاب على الغياب قبل كل إجازة حتى أصابت العدوى يوم الخميس من كل أسبوع، والذي يكشف عنه التزاحم الصباحي الأقل كثافة عند إشارات المرور مقارنة ببقية الأيام”.

وأكمل: “مما فاقم المشكلة أكثر وأكثر في الفترة القريبة الماضية، ورسخ مفهوم اللامسوؤلية عند الطلاب هو قرار الإجازات المطولة التي مُنحت لهم بعد التحول إلى نظام الفصول الدراسية الثلاثة، وربما بعدها وأصبحت «إجازة واحدة لا تكفي».

علاج مشكلة غياب الطلاب من المدارس في رمضان

وزاد: “كل المعالجات والتحذيرات التي اعتمدتها إدارات التعليم لم تجد نفعًا في الحد من هذه الظاهرة بسبب التعاطي الفوقي مع المشكلة من جانب ورغبة المعلمين أنفسهم في الغياب من جانب آخر، أتذكر عندما كنت معلمًا على رأس العمل كانت تأتينا تعاميم إدارية تشدد على عدم الإيحاء للطلاب بالغياب”.

وأردف: “أما الحل الجذري والوحيد لهذه الظاهرة من منطلق يكمن في منع مفاقمتها بقرارات غير مدروسة من جهة، والتدرج في إزالتها من جهة أخرى”.

واختتم: “وأخيرًا اعتماد الأساليب التعليمية التشويقية عوضًا عن السرد الممل والتلقين الرتيب لتصبح المدرسة بيئة جذب لا بيئة جدب ويقنع الطالب بإجازة واحدة ويغض الطرف عن غيرها”.