كاتب سعودي عن تنظيم حملات الغياب الجماعية في المدارس “ما حضر إلا 5 طلاب!”

علق الكاتب السعودي أحمد عجب على تنظيم حملات الغياب الجماعية في المدارس السعودية تحت عنوان ما حضر إلا 5 طلاب.
وفي مقال كتبه قال: “لقد بحت أصواتنا وجفت أقلامنا، ونحن نحاول إيضاح صعوبة دوام الطلبة في رمضان، سواء من حيث تكوينهم البدني الهزيل، الذي يصعب عليه الملاءمة بين السهر حتى الفجر والاستيقاظ بعد ساعتين للتوجه للمدرسة، وبين مواجهة الجوع والعطش ومحاولة استيعاب المناهج المعقدة، أو من حيث جملة الظروف المحيطة: كالشوارع المزدحمة، مشاغل أرباب العائلة، الطقوس الروحانية، تشتت الذهن لدى بعض الكوادر التعليمية المتضجرة”.
وتابع: “لقد انحدر الانضباط المدرسي هذا العام لأدنى مستوياته، وتتحمل إدارة التعليم الجزء الأكبر من المسؤولية، كونها لم تحسن تنسيق إجازاتها، ولم تفعل الدراسة عن بعد، ولم تختر الساعة المناسبة لانطلاق اليوم الدراسي، ما دفع بعض الكوادر التعليمية لتمرير فكرة الغياب الضمنية، ودفع حزب الأمهات الماكرات لتنظيم حملات الغياب الجماعية، ودفع الطلبة الملتزمين لركوب موجة الغياب الدارجة”.
ثم أضاف: “ماذا لو تم تنظيم الإجازات الفصلية، وتأخير بدء الإجازة التي سبقت الفصل الثالث وقوامها عشرة أيام، بدلاً من منتصف شعبان تكون مع غرة رمضان، ماذا لو تم تنظيم الإجازات المطولة، بحيث تقع إحداها (يومين مع الويكند) بمنتصف رمضان، ألن تخفف من حدة الدوام وتضفي الشرعية على الغياب”.
ثم أكمل: “ماذا لو تم التعامل مع طقوس رمضان الدينية، كجائحة روحانية، تتطلب تضافر الجهود لتذليل عقباتها وتجاوز ظروفها، من خلال تفعيل الدراسة عن بعد، أو الطريقة المدمجة -يومين حضوري وثلاثة أيام عن بعد- ألن تساعد في تخفيف الإرهاق البدني، وتنشيط الوعي الذهني، وإيصال المادة التعليمية”.
واختتم بقوله: “أنا لا أدعي العبقرية، ولا ابتكار الحلول الخارقة، وتظل أفكاري بسيطة قابلة للمناقشة، المهم أن لا نقف مكتوفي الأيدي عاجزين عن إيجاد الحلول الناجعة، حتى لو اضطررنا للاستعانة بالكوادر التعليمية لتمرير فكرة تنظيم الإجازات الفصلية والمطولة، وبحزب الأمهات الماكرات لتنظيم حملة الدراسة عن بعد أو الطريقة المدمجة، وبالطلبة المبزوطين لركوب موجة الحضور المبتكرة”.