الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأيكة وسبب تسميتهم بهذا الاسم

أرسل الله تعالى النبي شعيب عليه السلام إلى قوم أصحاب الأيكة، وقد كانوا قومًا ظالمين ومشركين بالله سبحانه وتعالى، وكانوا يقطعون الطرق على الناس ويطففون في المكيال والموازين، وينقصوا من حقوق الناس، وعبر موقع لحظات نيوز سنتعرف على الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأيكة وسبب تسميتهم بهذا الاسم.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأيكة
سرد القرآن الكريم قصة أصحاب الأيكة وظلمهم وشركهم بالله، ومن بعض الدروس المستفادة من قصتهم الآتي:
- أن الشرك بالله ظلم كبير، وهو سبب لغياب عنصر الرقابة في التعديل السلوكي الإنساني، ولذلك فإن الإنسان مراقب في عمله، وهذا العمل إما سبب سعادته أو شقائه في الدارين، كما أنه محاسب عليه في الدنيا والآخرة.
- أن الأغلبية الجاهلة لا يعني رأيها الصواب وأنهم على حق، وأن الرأي الواحد الراشد قد يكون هو رأي الحق والصواب.
- الاحتكام إلى المنهج العقلي، وفهم الوجود بشقيه الشهادة والغيب، والجمع بين أفعال الإنسان والسلوك الخاصة به، وفهم السنن الاجتماعية التي تحكم سير الإنسان، والتي تعتبر السبب الرئيسي لسعادته في الدنيا والآخرة.
- أن الاحتكام إلى الحق والعدل هو المعيار الصحيح لاستقامة الحياة، وليس الاحتكام إلى الأغلبية والقوة المادية لظلم الناس، والافتراء عليهم وأكل حقوقهم لتجنب عذاب الله في الدينا والآخرة.
- إن قوة الله هي الغالبة على أمر الناس، وافترائهم على الضعفاء تجلب الضياع في الدنيا والآخرة.
- غياب الجمع بين الأفعال والنتائج يؤدي إلى الهلاك كما في الأمم السابقة.
- بعد دور العبادة عن الحياة سلوك خاطئ، ويجب أن يكون للصلاة دور مهم في تعديل سلوكم الإنسان وتقويمه.
اقرأ أيضًا: مقاصد سورة الزمر | اهداف سورة الزمر اسلاميات
سبب تسمية أصحاب الأيكة بهذا الاسم
أصحاب الأيكة هم قوم سيدنا شعيب عليه السلام، وهم قبيلة عربية قديمة كانت تسكن في شمال غرب الجزيرة العربية، والأيكة هي الشجر الملتف، وقيل أيضًا أنها الغيضة تنبت السد والأراك ونحوهما.
سمات أصحاب الأيكة كما ورد في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم مجموعة من سمات أصحاب الأيكة، ومن ضمن سماتهم الآتي:
1- السمات الاعتقادية
كانت سماتهم الاعتقادية هي الشرك بالله، قال -تعالى-: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ} [سورة هود، الآية 84].
اقرأ أيضًا: مجموعة من قصص عن معجزات الدعاء
2- السمات السلوكية والاجتماعية
وكانت سماتهم السلوكية والاجتماعية تتصف بالعديد من الصفات المذمومة، ومنها التالي:
- الاستهزاء بالأنبياء والرسل: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [سورة هود، الآية 87].
- الاحتكام إلى القوة وعدم الاهتمام بالمصلحين: حيث إنهم قالوا أن ما يمنعهم عن قتل النبي شعيب عليه السلام هو قوته العشائرية، وذلك في قوله تعالى حكاية على لسانهم: { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ* قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [سورة هود، الآية 91-92].
- النظرة إلى الخلاف من منظور شخصي: وليس من زاوية موضوعية؛ ويتضح هذا في قول الله تعالى : {وَيَقَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي} [سورة هود، الآية 89]، وفي تفسير الآية يقول لا تجعلوا عداوتي وبغضي، وفراق الدين الذي أنا عليه، هو سبب إصراركم على ما أنتم عليه من الكفر بالله، وعبادة الأوثان، وبخس الناس في المكيال والميزان، وترك الرجوع إلى الله والتوبة، فيصب الله عليكم العذاب.
3- السمات الاقتصادية
وكانوا لا يوفون بالميزان ويبخسون أسعار البضائع والسلع، حيث جاء في الآية الكريمة: { وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [سورة هود، الآية 85].
اقرأ أيضًا: قصص عن قوة إيمان الصحابة مؤثرة وملهمة جدا
4- الصفات الفكرية
تتمثل هذه الصفات في الآتي:
- ذهاب المنطق العقلي: وكان ذلك في منطق التفكير العقلي واتباه الدلائل والبراهين وأيضًا في الاتعاظ بسير الأقوام السابقة، ومن الآيات التي توضح عدم اقتناعهم بالبراهين والأدلة في قوله تعالي: { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [سورة هود، الآية 88].
- عدم الاهتمام بتحذير النبي شعيب لهم: حذرهم النبي شعيب من عذاب الله لهم إن لم يؤمنوا، ولكنهم لم يهتموا أو يلتفتوا، وذلك في قوله تعالى: { وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} [سورة هود، الآية 93].
أرسل الله النبي شعيب عليه السلام إلى قوم أصحاب الأيكة ليطلب منهم أن يعبدوا الله وألا يشركوا به شيئًا، وأن يتركوا عبادة الأوثان والأصنام، وأن يعطوا الناس حقوقهم ويكفوا عن الأذية والظلم، فكان جوابهم أنهم رفضوا الاستماع له وأصروا على عصيانه حتى حل عليهم العذاب.