البهتان هو ذكر الإنسان في غيبته بما فيه من الصفات الذميمة

في إطار معرفة جواب هل البهتان هو ذكر الإنسان في غيبته بما فيه من الصفات الذميمة، من الفيد أن نعلم بأن حفظ اللسان من أهم الأمور التي يجب أن يراعيها المسلم، لأنه يحاسب على كل ما يتلفظ به، ومن خلال جريدة لحظات نيوز يمكن التعرف على خطورة البهتان في الدنيا والآخرة.
البهتان هو ذكر الإنسان في غيبته
البهتان هو الكذب الذي يبهت سامعه، أي يدهشه ويحيره، وهو من أشد أنواع الكذب الفاحش، وهو حين يقذف الشخص بذنب هو منه بريء، وقد جاء ذكر البهتان في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ، قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ” [مسمل – صحيح مسلم].
أنواع البهتان
إن من أشد أنواع البهتان الافتراء على الله تبارك وتعالى، وهو الكلام في حق الله بما لا يجوز في حقه سبحانه، وهو من أعظم الكذب، حيث قال الله تبارك وتعالى عنه: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} [العنكبوت – 68].
أما النوع الثاني فهو تفسير كلام الله تبارك وتعالى بغير ما أراد الله جل وعلا، حيث قال الله تبارك وتعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل – 116].
أما نوع الثالث في الافتراء على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بأن يدعي أن للبني حديثا لم يرد عنه أو أن يتكلم في حق النبي بنا لا يجوز في حقه، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن نِيحَ عليه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه” [البخاري – صحيح البخاري].
أما النوع الرابع فهو تفسير حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بغير ما أراد النبي محمد أن يسفر كلامه به افتراء عليه، وقد ألحق الفقهاء تفسير كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم، بغير ما قصد من الكذب على النبي عليه الصلاة والسلام.
والنوع الأخير هو الكذب على المؤمنين، بغرض بهتهم والتنغيص عليهم وآذاهم، وقد توعد الله جل وعلا من يبهت المسلمين في قوله تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب – 58].
بعد معرفة جواب هل البهتان هو ذكر الإنسان في غيبته بما فيه من الصفات الذميمة، من المهم أن نعلم بأن البهتان إثم عظيم على كل إنسان أن يبرأ منه لدينه ولنفسه.